اقسام المدونة

Image Hosted by ImageShack.us Image Hosted by ImageShack.us Image Hosted by ImageShack.us

مواضيع العشرة الأخيرة

معرض الصور

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

موسوعة ويكيبيديا

سالم كافان...تدوينات أيزيدية---من المهجر تدوينات أيزيدية


( الكتاب والشعراء والادباء نعرفهم ونعرف مايكتبون من أدب وشعر وقصص وروايات ومقالات وبقية النتاجات الادبية ) .
( ولكن المدونون هم أناس عاديون يكتبون عن تجاربهم الشخصية وعن أحاسيسهم ومشاعرهم وعن حياتهم ومواقفهم اليومية ) .

عشت ويلات الحرب ثمان سنوات والحصار ثلاث عشرة سنة ، في بلدي حرمت من أبسط الاشياء ،فكرت أن أعمل ، ولكن للاسف ليس لدي مهنة ، سوى مهنة العسكرية . لاني قضيت ثلاث عشرة سنة من عمري في الجيش . ولكن لاأملك دبلوما في صنوف الجيش ، أو بالاحرى هم لم يعطوني اي شئ ، ولذلك فكرت أن أترك بلدي الذي لاراحة فيه ... ولذلك قررت الرحيل ...ووصلت الى المانيا . والحمد لله . وهنا سألوني ماذا عندك من (aus bildung ) ( مهنة أو تخصص مهني او شهادة مهنية ) . قلت لهم : نعم عندي (آوس بلدونك ) في الجيش صنف المشاة !


لم أفكر يوما في الهجرة ، ولكن عندما تقدمت لطلب فتاة أحبها جدا للزواج وتكوين أسرة ... قوبلت بالرفض ، وبعدها بشهور ، تقدم لخطبتها شاب آخر قادم من المانيا وحضر الى بلده لغرض الزواج ، ووافقت الفتاة وأهلها فورا وبدون تردد ، ولما - لا - فهو يعيش في المانيا ، وأنا راجعت نفسي ، وراجعت حساباتي ، وقلت مع نفسي عرفت السبب ولما العجب ، والان ليس أمامي سوى ألمانيا هدفا للوصول اليها ، وحلما حقيقيا ، وأملا منشودا ،لتحقيق حلمي في الزواج من الفتاة التي يختارها قلبي ...


مضى على وصولي الى السويد بحدود سبع سنوات ، وعلى وصول عائلتي ست سنوات ، وسبب تركي لبلدي ، أنا لي عائلة كبيرة وكنت أتابع معاملات عائلة أخي الثاني أيضا واخواني واخواتي أيضا ، أي كل يوم كنت واقفا في طابور طويل من الناس الذين لاحول لهم ولاقوة ، في دائرة الاحوال المدنية أجد نفسي في طابور وثم أجد قسم من الناس تدخل الدائرة وتكمل معاملاتها وتخرج دون الوقوف دقيقة واحدة في الطابور ، وأنا لايحق لي ذلك ، وأذهب الى البيت بالحسرات والآهات . وهكذا الحال في بقية دوائر الدولة من الناحية الى القضاء ومن القضاء الى المحافظة ومن المحافظة الى العاصمة ، أصابني ملل شديد ، وأمتلكني قهر كثير ، ولم أجد حلا ، ولم أرى أملا ، والان وجدت الحل والامل هنا في مكاني الجديد ...


أنا رجل أبلغ الاربعين من عمري ، خدمت في الجيش العراقي سنوات ، وتزوجت وكونت عائلة وأسكن مع عائلتي وأهلي في قريتي الجميلة ، وأشتغلت وعملت عدة أعمال وفي عدة محافظات داخل العراق ، وأبني أيضا يعمل في مجال الخدمات في مدينة أربيل .وفي أحد الايام ، أبني جلس معي وقال لي يابابا أريد ان أفاتحك بموضوع مهم يخص حياتي الشخصية ، ففرحت كثيرا ، وقلت مع نفسي لابد أنه وجد فتاة أيزيدية من ديننا جميلة ويريد الاقتران بها ، ياله من موضوع جميل ، وجلست في مكاني وتربعت ، وقلت تفضل يا ولدي ؟ وهات ما لديك ! أنه فاجأني وقال لي : أريد أن أسافر ؟ وقلت له الى أين تريد أن تسافر ؟ فقال لي الى أوربا -فقلت له : لماذا ؟ أشهد لله أعطاني جواب مقنع ، حيث قال لي : لماذا جارنا سافر ؟ ولماذا أبن عمي سافر ؟ ولماذا سافر الغني في قريتنا قبل الفقير ؟ فقلت له دعني أفكر ،وبالفعل فكرت وتوصلت الى نتيجة وثم أعطيت قراري الى زوجتي أولا ، لان هي الاولى وثم أبني ، وقلت لهم : أنا أسافر !! وثم أقدم أوراق ومعاملة شمل العائلة ... وهكذا سافرت ووصلت الى النمسا ، والحمد لله ، وعملت شمل العائلة أيضا ...هذه هي مدونتي قدمتها لكم ، عسى أن تعجبكم ...


قبل ست سنوات كنت في قريتي أو المجمع كما نحن نسميه في العراق ( طبعا مجمع سكني من عدة قرى ) .وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة بينما كنت جالسا مع أبي وأمي وبقية أفراد عائلتي نناقش في أمور الاعياد الايزيدية ، تبادر الى ذهني سؤال ، ولم أتردد !وقلت لأبي -عندي سؤال وثم سألته هذا السؤال : كل الاديان ينتظرون نبيا أو رسولا أو رجلا صالحا ياتيهم في يوم ما وينقذهم ، ونحن الايزيدية أيضا حالنا حال العالم ننتظر أحدا ولايهم أسمه ، مرتبته الدينية ، درجته، شكله ، لونه ، كل هذا لايهم ، لكن سؤالي سوف يأتي من أية جهة ؟ صمت أبي لبرهة من الوقت ، وقال لي ، لا أعلم ! قلت له ، لماذا ؟ لابد أنه سوف ياتي من جهة ما . الشرق ، الغرب ، الشمال ، الجنوب . في هذه المرة أجابني وبدون تردد ، من الغرب ! أي نعم من الغرب ! لماذا دائما الغرب يمثل لنا رمز التفاؤل والخير والسعادة والانقاذ ، لماذا أبي لم يقل من الشرق ؟ ! ولذلك قررت أن أترك الشرق وأهاجر الى الغرب ...


أنا أمراة في نهاية الخمسينات من عمري ، توفي زوجي منذ سنوات طويلة ، ولي أبنان وثلاث بنات ، تزوجوا كلهم والحمد لله ، وسافروا الى الخارج ( اوربا ) وأصبحت وحيدة في بيتي ،بنتي المتزوجة الوحيدة الباقية في العراق كانت تزورني كل يوم ،الله يجازيها كل خير ، ومنذ أربع سنوات ألتحقت باولادي ... وها أنا جالسة في البيت لاحول لي ولا قوة ، لا أعرف لغتهم ، ما عندي أي لغة أعرفها غير لغة الام ،ولا أعرف عاداتهم وتقاليدهم ،ولا أستطيع الجلوس مع نساء المحلة ، ولا أستطيع أن أزور الجيران أيضا ، وأتظاهر بالفرح والسعادة أمام أولادي وأحفادي . أنها ظاهرة الايزيديين الحديثة ...الجميع يريدون مشاهدة أوربا حتى ولو ليلة واحدة أو يوم واحد من عمرهم ، وأنا سعيدة جدا ومحظوظة ،لان أصبح لي أربع سنوات بالكمال والتمام في الجنة الموعودة ...وأقول مع نفسي دائما ليت الشباب -عفوا -الزمن يعود الى الوراء ...ومن المحزن جدا ،أعرف تماما هذا لن يحدث ...



كان لي بيت وعائلة وسيارة في قريتي أو بالاحرى في المجمع السكني ...وسافر الكثير والكثير من أهل المجمع الى أوربا ، ونحن كنا نعمل في الزراعة ،، وحالنا وأحوالنا لابأس به ...ولكن كنت أسمع أمي دائما تقول لي ...اليوم ذهبت مع نساء المحلة الى تعزية ( فلان ) .وكلهم يتكلمون عن أولادهم الذين في المانيا والسويد والنرويج وسويسرا وهولندا والنمسا وبلجيكا والدنمارك ...وحتى في أمريكا ...يا حسرتي ، وأنا لاأستطيع أن أتفوه بكلمة واحدة ، والسبب لان ليس لدينا أحد في الخارج ( اوربا ) . ..تعبت من كلام أمي، وقررت بيع السيارة ، وكنت قد جمعت تحويشة العمر ، وحزمت أمري ، وسافرت ...وها أنا في المانيا ولكن في ( الهايم ) أو كنا في العراق نسميه ( الكمب ) . وأتصل بامي دائما وأقول لها قد حققت رغبتك ، يمكنك الان التحدث مع نساء المحلة بحرية تامة ...


أنا كنت أسكن في مجمع سكني قرب الحدود السورية ...وفي حرب الخليج الاولى وبالتحديد في عام 1991 م .رحلت أو هاجرت كثير من العوائل العراقية باتجاه سوريا وتركيا والسعودية . وأنا هاجرت مع عائلتي الى سوريا ، ومكثت هناك فترة ، وسجلت أسمي عند جميع المنظمات الدولية والانسانية التي كانت موجودة انذاك هناك والتابعة الى الامم المتحدة والصليب الاحمر ومنظمات ذات جنسيات متعددة ،جنسية المنظمة او الى اي جهة تابعة هذا لايهمنا ، فنحن في أزمة أنسانية، وكنا محتاجين الى عون ومساعدة ،وفي أحد الايام وجدت أسمي مع عائلتي ضمن قوائم مرخصة بالذهاب الى أمريكا ، وأحتفلت بالمناسبة مع عائلتي أحتفالا بسيطا . ومنذ ذلك الحين وانا أعيش مع عائلتي في أمريكا ،وفي تدوينتي هذه سأحاول أيضا أن أكتب لكم المزيد عن حياتي ، أسرد لكم بعض الاشياء البسيطة التي أمارسها وأحس بفضلها بالسعادة والراحة النفسية .

الاستيقاظ باكرا ، الاستحمام اليومي ، أرتداء الملابس التي معها أحس بالراحة ،بغض النظر عن رأي الاخرين ، تناول الفطور مع زوجتي ، العمل خمسة أيام في الاسبوع ، وانا أحب عملي جدا ، التفكير في الماضي ، تنفس الهواء الطبيعي والنقي بعمق .عدم الاهتمام بالمستقبل ، الاحساس أن الله دائما موجود .....



أتمنى لكم وقتا طيبا مع تدوينتي هذه ، أنا طفلة أيزيدية في الثانية عشر من عمري ، أسكن مع عائلتي في مدينة المانية ، أحب عائلتي كثيرا ، وفي مدرستي بالذات لايوجد أطفال أيزيديين معي ...بل يوجد أطفال من تركيا ، ايرا ن، بلغاريا ، المغرب ، ايطاليا ، أفغانستان ،والاكثرية هم مسلمون ، وأنا عندما أقول لهم أنا لست مسلمة وأنا من العراق ، يقولون لي : كيف ذلك ؟ أليس العراق بلد مسلم ، ولايعرفون شيئا بتاتا عن الايزيدية والايزيديين ، وأنا لاأمتلك المعلومات الكافية حتى أرد على أسئلتهم ، أسال أبي وأمي دائما ، ويعطونني الاجوبة ، ولكن بعضها لاأقتنع بها ، أو هذا ليس مهما ، أنا أقتنع أو لا أقتنع ، بل المهم صديقاتي وأصدقائي يقتنعون ... وللاسف الشديد هذا لايحدث في كل مرة...



قبل حوالي أسبوعين وفي عطلة نهاية الاسبوع جلسنا أنا وصديق لي في مقهى لاحتساء الشاي أو القهوة مع بعض في المدينة الهولندية التي أسكن فيها مع صديقي . وأثناء الدردشة سالني صديقي السؤال التالي :ماذا ستفعل لو أتيحت لك فرصة حكم العراق لأربع وعشرين ساعة ؟
بدون أن أفكر أجبته ...سأبني مدينة كبيرة للايزيديين ، وأبني ست -لا-عشر مستشفيات في سنوني وسنجار وخانصور وبحزاني وباعدرة وخانك وشارية وختارة وبابيرة وتل قصب ...وأبني لهم ملعب رياضي في سنجار وآخر في بيبان وناديي رياضي في بعشيقة واخر في شارية ...وأبني في كل قرية أيزيدية مدرسة-كل قرى ومجمعات سنجار وفي مجمع مهد ودوغات وسريشكة وخوشابا وشيخكة والنصيريةوكل القرى الايزيدية ..,دعني أتذكر ، حتى لاأنسى شيئا ...سأجعل لهم برلمانا خاصا بهم ، سأقوم بتعين الايزيدية في جميع مفاصل الدولة ( موظفين - معاونين - مدراء - وكلاء وزارة - وزير على الاقل - سفراء ) . يجب أن أعوضهم لانهم هم الوحيدين محرومين من الخدمات دائما وابدا ، في الماضي ، والان أيضا ، يجب ان لاانسى شيئا ، الفترة قليلة ومحدودة 24 ساعة ، قد لاتكفيني ، ساطلب 24 ساعة أخرى واذا لم يعطوني سوف أستخدم ( الفيتو ) . حسنا سابني في كل قرية أيزيدية روضة للاطفال ، وفي كل قرية متنزها ، وساخصص مساحة من الارض بجانب كل مزار من مزارات الايزيدية لزراعة أشجار الزيتون ليعطي جمالا ورونقا للمزارات الايزيدية ،سابني جامعة سنجار أو قد أسميها جامعة شرف الدين ،وجامعة في بحزاني ساسميها جامعة ئيزيدخان ، وجامعة في شارية أو خانك ساسميها جامعة داسن ، وسوف أقوم بتاسيس مدرسة دينية كبيرة مع كافة المستلزمات والملاحق في ختارة واخرى في سنجار واخرى في بحزاني ، ونصف ساعة وانا أتكلم وصديقي يسمعني وهو مستغرب من شهيتي في الكلام وعنفواني ، ومن الحرص الزائد على مصالح الايزيديين صار وجهي أحمرا ،نصف ساعة ،وانا أبني ،وأعين ،وأؤسس ،وأعمر ،وأساعد المحتاجين والارامل والايتام ، وصديقي صامت يستمع الى كلماتي وتسرعي وانفعالي ...الى أن تعبت ، ونظرت اليه ، وقلت ماذا بعد : هل نسيت شيئا ، فانا تعبت ليس لي القوة بعد ،وقلت : هذا ليس حلما ...ضحك صديقي ، وقال لي بابتسامة عريضة ...لا--لا--ياصديقي أنت فعلا غيور على أهلك وشعبك ... بارك الله فيك ،منذ سنوات ونحن أصدقاء ، والان أعتز فيك أكثر ، وأفتخر فيك وفي صداقتك ...

سالم كافان -فرانكفورت

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese

سالم كافان

مواقع صديقة

برامج تهمكم

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

أرشيف

صورة مختارة