اقسام المدونة

Image Hosted by ImageShack.us Image Hosted by ImageShack.us Image Hosted by ImageShack.us

مواضيع العشرة الأخيرة

معرض الصور

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

موسوعة ويكيبيديا

سالم كافان...تدوينات ايزيدية---من المهجر ( 2 )


 الكتاب والشعراء والادباء نعرفهم ونعرف مايكتبون من أدب وشعر وقصص وروايات ومقالات وبقية النتاجات الادبية ) .
( ولكن المدونون هم أناس عاديون يكتبون عن تجاربهم الشخصية وعن أحاسيسهم ومشاعرهم وعن حياتهم ومواقفهم اليومية ) .



لطالما كان حديثي مع صديقتي عندما نذهب الى المدرسة معا ، نسكن في نفس العمارة في مدينة المانية جميلة ،عن الرجل مفعما بالاحلام والامنيات ولكل واحدة منا فكرتها ورأيها وقناعاتها الخاصة عن الرجل التي رسمها قي مخيلتها ...أنا أرى الرجل ضرورة لاغنى عنها للمراة ، أنها سنة الحياة ، أحبه ويحبني أعتبره سندا قويا لي أسند عليه ظهري ...وهي ترى أن الرجل قادم لها ليحقق طموحاتها وأمنياتها من ملابس من جميع الماركات العالمية ( امريكية-ايطالية-فرنسية-المانية ) .وسيارة حديثة وجميلة ووضع جدول للسفر الى المدن الالمانية والدول الجميلة أيضا وعدم تفويت أية حفلة ...مثل هذه القناعات نعيشها كل يوم ومن الصعب ان نغير. نظرتنا قد تكون سلبية أو ايجابية ...لكن مع هذا نعيش في هذا الوضع والواقع ، وسنترك كل شئ للزمن ، أنا أريد أن أعيش محترمة مع الرجل ... لاأريد حقوقا أكثر منه أو حتى مساوية له ، وصديقتي لها آراء أخرى  تريد أن تفرض آرائها وافكارها على الرجل ...



الانسان يحلم . هذا حق طبيعي .أنا أيضا أحلم .لايستطيع أيا كان منعي من ذلك ، الان أحلامي كثيرة ومتعددة ، ولكن قبل أربع سنوات كان لي حلم واحد ( أوربا ) . بدأ هذا معي في الرابعة عشر ، وتزوجت وأنا في السابعة عشر ، والان مضت سنة كاملة على وجودي هنا في المانيا ، حلمي كان  شاب أيزيدي من المانيا . لايهم مواصفات الشاب ( وسيما ، طويلا ، قصيرا ، نحيفا ، مثقفا ، ملائما لي ، غير ملائم ، وضعه العائلي ، لونه ، شكله ) .كل هذه المواصفات غير مهمة ... فقط أنه يعيش في الخارج ( أوربا ) ، ومرت الايام مع أحلامي ... وأتى اليوم الموعود ... وتزوجت شابا يعيش في أوربا ...وشعرت بأني أسعد انسانة على وجه الارض ... وتحقق الحلم ..وسافرت وتركت عائلتي لألتحق بزوجي في أوربا . وفي الطريق تعبت ، وشعرت بالخطورة مرات ومرات ...وشعرت بالندم في تسرعي ...وعدم التفكير مليا بذلك ...ولكن قلت لايهم فانا ذاهبة الى اوربا ...وقلبي ممتلئ بالسعادة والفرح ...وصدقوني وأقول لكم صراحة أنا لست نادمة ولكن سعادتي وفرحتي نقص بنسبة أكثر من النصف ...



الاعمال الحرة مهنتي .دائما كان لي دكان أو مطعم أو محل تجاري مثل ما نسميه في العراق . ومرة أشتريت معرضا لغسل السيارات . معرض جميل وفي مكان جيد واستراتيجي ، وزبائن المعرض لابأس أيضا .ولكن بمرور الزمن أصبح عدد الزبائن أقل ...وعندما عرفت السبب ، كتبت رقعة على الباب ( المعرض معروض للبيع ) ومضى يومان وتمت عملية البيع  . وبعت سيارتي الخاصة أيضا ، وحزمت أمري ، ورتبت شؤوني ، وسلمت على أصدقائي ، وودعت أهلي وأقاربي ، وجعلت أوربا هدفي ،والاقامة فيها نصيبي ، وتمسكت بديني أكثر ، وتوكلت على ربي ، وانا هنا في الدنمارك سنوات ولكن مرتاح البال ...والان نسيت كل شئ وأصبح من الذكريات ...سوى رنين جملة من أيام المعرض قالها لي أحد الزبائن ، حيث لاأستطيع نسيانها أولا . ولا أريد أن أقولها لكم ثانيا ...لان لاأريد أن أزعجكم ...



سمعت أبي ذات يوم يقول لي . كان لنا في الاربعينات جار يهودي . وعندما هاجر من العراق مجبرا ... قال لى نحن الان نسافر ونرحل ونهاجر مجبرين على ذلك ... وأنتهت حياتنا في العراق ونحن ذاهبون الى وطن بديل ... ولكن خوفي عليكم أيها الايزيديون ... لان أنتم شعب مسالم . لاتحبون أيذاء الناس ... ولكن ليس لديكم سند . ولا يوجد من يحميكم . وعندما تهب رياح عكسية في العراق أو في المنطقة ...قد لاتتحملون ...وتهاجرون أيضا ... وقلت أن كلام اليهودي وكلام أبي صحيح مائة في المائة ...وها نحن لانتحمل هذه الرياح ونهاجر ...



شعرت بتعب في جسمي...وراجعت الاطباءتكرارا، ولكن الالم لم يذهب بعيدا عن جسمي ...فقررت أن أضرب عصفورين بحجر واحد. أن أسافر الى المانيا ...لأعالج نفسي أولا ، وأسكن هناك أيضا...وتحقق ذلك وتم شمل العائلة أيضا  بعد ذلك ...العلاج هنا أفضل بكثير من العراق ... ليس بسبب خبرة الاطباء وانما بالتقنية العالية والاجهزة المتطورة التي بحوزتهم ...وعدم وجود الفساد والمحسوبية في كل القطاعات وبضمنها قطاع الصحة ...فمثلا في مستشفيات العراق يقولون لك لاتوجد الابرة ، والجهاز عاطل ، والى آخره من العراقيل ... هنا تحسنت صحتي والحمد لله ، ولكن برزت مشكلة أخرى ...أقولها لكم بصراحة ...أطفالي لايسمعون كلامي ، وتصرفاتهم لاتعجبني ...وينتابني خوف من المستقبل ...ومستقبل أطفالي ...خاصة صحتي ليست مايرام .ولكن أنا أخترت ذلك ... من يريد شئ يضحي بشئ ...سوف أتحمل . سوف أتحمل نتيجة أفعالي ...



دائما كنت أقول أبي عقله قديم لايعرف أن الوقت قد تغير وأن كثيرا من العادات والتقاليد قد تغيرت ...الان الايزيديون يلبسون الازرق ، ويحلقون الشارب ، وكان أبي ملتزما بالعادات والتقاليد جدا ... وأنا أكره هذه العادات والتقاليد ،وقررت أن أسافر وأحرر نفسي من سيطرة أبي وأفكاره ...والان حصل معي الآتي : منذ خمس سنوات انتقل والدي الى رحمة الله ( رحمة الله عليه وأسكنه الله فسيح جناته )...أولادي يقولون لي نفس الكلام .وأكره تصرفاتهم ،وعندما أخبرت صديقا لي عن قصتي ، قال لي أنه صراع الاجيال ياصديقي ، ألا تعرف ذلك ؟ ومعلوماتي قليلة عن صراع الاجيال ، سمعت بهذا المصطلح ، ولذلك طلبت منه أن يوضح لي أكثر .فقدم لي شرحا وافيا عن صراع الاجيال مشكورا ...ونصحني أن أزور قبر والدي ...



في أحد الايام أستقبلنا ضيوفا في بيتنا ...وطلبت والدتي مني أن أقدم الشاي للضيوف .وقالت لي ، هل تعرفين الضيوف ماذا يريدون ؟ فقلت  طبعا لا ! الضيوف يطلبون يدك للزواج من أبنهم الذي يعيش في بلجيكا ...ففرحت كثيرا ، وقدمت الشاي ، وجلست معهم ، وحددوا يوم الجمعة القادمة موعدا للمقابلة . ورتبت نفسي كثيرا وذهبت بصحبة والدي وعمي ( أب عريس المستقبل ) . الى مقهى الانترنت وتكلمت مع ذلك الشاب .ووافقنا ، وتمت الخطوبة ،وسافرت اليه ، ولكني أعتبركم أهلي ولذلك أدون لكم هنا قصتي ...شعرت بعدم الرغبة في الاقتران بذلك الشاب ، ولكني مجبرة الان ، وخاصة أنا وافقت على ذلك ، وفي احدى المرات ، سألت أخي الذي يعيش معي هنا في أوربا أيضا . فقال لي أنا لم أتدخل في زواجك وأنتي تعرفين ذلك ...لكن يا أختي العزيزة ، أريد لك خيرا . ولكن عليك بالصبر ، ومن يريد شئ يضحي بشئ ، وليس باستطاعة الانسان الحصول على كل شئ !! فهمت قصد أخي . وقررت الاستمرار بالحياة معه وأحبس معاناتي ، وأخزن حزني ، في قلبي ...



أقول الصبر...الصبر...الصبر...وأحبس غضبي ودمعتي وأحاسيسي ، صدقوني أشعر بالغربة وأنا في وسط عائلتي ، نحن مسيرون في هذه الدنيا ، وفي بعض المرات مخيرون فيها ...لكن في حالتي هذه تجمع الاثنان معا ،وحتى لو كنت ( مخيرا أو مسيرا ) . أشعر بالتعب والغربة والحنين الى الماضي ... ولكن ماذا أفعل هذه هي الحياة . عندما أجلس وحيدا تنزل الدمعة من عيني بصورة غير أرادية .لاأستطيع السيطرة على قلبي وعواطفي تجاه وطني، ونحو أهلي وقريتي ، السعادة لم تكتمل بشمل العائلة ...وها نحن الان مع بعض ، في السنة الماضية قررنا الالتحاق بهم ، ولكن شعرت ذلك صعبا علينا ، أولادي طلبوا مني ومن والدتهم الالتحاق بهم ،حيث لم يبق أحد ليعيش معنا ، كل أولادي هاجروا الى أوربا ، ثلاثة في المانيا واثنان في السويد ،لي ذكريات جميلة في قريتي ، وفي وطني ،ومع أهلي وأصدقائي ، زرت كل محافظات العراق ، السليمانية ، بغداد ، دهوك ، الناصرية ، الانبار ، ديالى ، البصرة والعمارة ، ومحافظتي الموصل ، أشتقت الى ، باب الطوب ، والفيصلية ، وشارع نينوى ، والدواسة ، وصلت الى السين من عمري الان ...



لاأستطيع نسيان الذكريات ...حاولت تكرارا ومرارا، أعمل ، أسافر ، أقرأ ، ألعب رياضات مناسبة لي ، لكن -لا-ولم-أستطيع النسيان ، مع هذا أقول الحمد لله لان عندي طفلان جميلان ، الصغير عمره سنتان ، والكبير عمره أربع سنوات ,تزوجت من أمراة أيزيدية من ديني وهي صالحة جدا ، لم أتحمل الوحدة ، وبعد سنوات من الانتظار والمصير المجهول ، هاجرت الى اوربا مرغما ، لاأعرف شيئا عن عائلتي ، زوجتي وأطفالي الثلاثة ، منذ عمليات الانفال سيئة الصيت ، نفذها الطاغية ، شاركت في عدة عملييات ضد النظام السابق ،ناضلت كثيرا من أجل حقوق ملتي وشعبي ووطني المسلوب آنذاك .مع  البيشمركة ...



كنت قاسيا اليوم ...نعم كنت قاسيا مع أبني كاروان ... لقد تسرعت أو تهورت ، ماكنت أفعل ذلك لو حكمت عقلي ، وما أستسلمت كالعادة لأنفعالاتي ، ...كنت قاسيا اليوم أكثر مما يجب ، لم يكن قسوتي لها مبرر .. نعم .. لقد طلبت منه أن يتزوج ... وبكل برودة أعصاب قال لي...   stop pappa ..(  توقف أبي ) .وعندما هدأت أعصابي ، والدته أبلغتني ، أنه على حق ، يقول أنا في السابعة عشر من عمرى ، وفي الصف العاشر ، وكيف ألبس خاتم الخطوبة أو الزواج أمام أصدقائي ، وأنا حسب قوانين ألمانيا لم أبلغ سن الرشد ، أنا صغير على الزواج ، ...نعم أخطأت ...سأصلح خطأي ...سأشتري له هدية ، ... نعم أخطأت ...ناديته بألفاظ غير ملائمة وغير لائقة . وهو أبدى لي أحتراما ...لكن ...لا... أنا لست دكتاتورا على عائلتي ، سأضمه على صدري ، وأحضنه ، وسأشجعه على الدراسة ، والزواج سنأجله ... نعم ...نعم ...الدراسة أولا ... العلم أهم الآن ...

سالم كافان-فرانكفورت

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese

سالم كافان

مواقع صديقة

برامج تهمكم

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

أرشيف

صورة مختارة