اقسام المدونة

Image Hosted by ImageShack.us Image Hosted by ImageShack.us Image Hosted by ImageShack.us

مواضيع العشرة الأخيرة

معرض الصور

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

موسوعة ويكيبيديا

تدوينات ايزيدية---من المهجر ( 3 )


( الكتاب والشعراء والادباء نعرفهم ونعرف مايكتبون من أدب وشعر وقصص وروايات ومقالات وبقية النتاجات الادبية ) .
( ولكن المدونون هم أناس عاديون يكتبون عن تجاربهم الشخصية وعن أحاسيسهم ومشاعرهم وعن حياتهم ومواقفهم اليومية ) .



منذ تسع سنوات أبني الكبير سعيد هاجر  الى النرويج ، وأبني الثاني سمير مضى على وجوده في النرويج ست سنوات ، ومضى على وفاة زوجي اربع سنوات ( رحمه الله ) ، وقبل ثلاث سنوات أحتفلنا بعيد راس السنة الايزيدية ( سه رى صال ) في قريتنا الجميلة ، مع أبني ساهر وبناتي - سعاد - سميرة - سلوى - وبغياب - سعيد -و- سمير - ووالدهم ( رحمه الله ) . وفي هذا العيد بلغت من العمر 44 سنة حسب ما هو مكتوب في هوية الاحوال المدنية ، وقرر أبني الثالث -ساهر - أن يهاجر أيضا ، فقلت له - توقف - اذا سافرت انت أيضا ، نحن لانبقى هنا ، اذن من الاحسن أن نسافر كلنا مع بعض ، وبعد العيد بشهرين حزمنا حقائبنا ، وتركنا الاهل ، والاقارب ، والقرية ، وأهلها ، وودعنا مزار ( خاس ) القرية أيضا ، ومضى على وجودنا هنا في النرويج سنتان ، أعيش مع أطفالي ، الان سعيد ، وسمير ، متزوجان ، وسعاد أيضا تزوجت أخيرا ، وشهادة لله هم يوفرون لي كل شئ ، كل أحتياجاتي ، أريد أن أخبركم في تدوينتي هذه ألاتي :
في هذه الحالات أريد أو أفكر في الرجوع ألى بلدي وقريتي :
عندما أشاهد الحفلات الايزيدية - عندما أتذكر ذكرياتي في القرية - في يوم طواف قريتنا - في عيد الصيام - وعيد -سه رى صال -
وأريد أن أزور لالش النوراني والقبور أيضا . والذكريات مثل فيلم سينمائي يمر أمام عيني ... وأقول لماذا حدث هذا كله لنا ؟؟؟ !!!



بعد أنسحاب القوات الامريكية من العراق ، وأستهداف المترجمين بهجمات مسلحة ، أصبح الخطر يهدد حياتي ، باللاضافة الى وجود خطر
على حياة كل العراقيين بصورة عامة والايزيديين بصورة خاصة ، الارهاب لايميز بين أطياف الشعب ، والانفجارات تدمر كل شئ الاخضر واليابس ، لذلك قررت السفر ، و- ها - أنا أعيش هنا في  الولايات المتحدة الامريكية منذ أربع سنوات تقريبا ، تعرفت على المهاجرين الايزيديين هنا ، ولي أصدقاء أيضا من الجالية العراقية ( عرب ، أكراد ، مسلمين ، مسيحيين، من كل الاطياف ) ، أنا أحب الجميع ، أحترمهم ويحترمونني ، أدون كل ما أقوم به يوميا :
العمل ، تخصيص وقت للسؤال عن الاصدقاء والاقرباء ، مطالعة موقع بحزاني - نيت ، دردشة مع أصدقائي على الفيس بوك ، الالتقاء بالا شخاص المتحمسين للتعاون ، أزاول نشاطات في مجال حقوق الانسان ، المشاركة مع الجالية الايزيدية في المناسبات . على فكرة أعيادنا ومناسباتنا جميلة جدا ، تحياتي الى كل الايزيديين في كل مكان في العالم ...




في يوم السبت ، وقع أنفجار بالقرب من مكان عملنا في مدينة بغداد ، وأصيبت شظية كتفي اليسرى ، ونقلت على أثرها الى المستشفى ، ومكثت فيها أسبوع ، أخي الثاني في سلك الشرطة أيضا ، طلب أبي مني ترك العمل في بغداد ، والسفر الى خارج العراق ، وأخذت نصيحة أبي محمل الجد ، وهاجرت ، وأستقريت في سويسرا ، منذ خمس سنوات ، بعد ما تركت العراق وتركت بغداد وتركت أهلي وأصدقائي ...



يحدث مرات أن يرتبط القلب ببلد ما ولم نزورها يوما قط ، ولم يراها العين ، تمنيت زيارة بغداد ، سمعت من أهل قريتي عن بغداد ، وكم هي جميلة ، وسمعت عن أحياء بغداد ، السعدون ، الرشيد ، المنصور ، الكرادة ، أبو نؤاس ، بغداد الجديدة ، وتمنيت زيارة محافظتي ( الموصل ) ، هذا كله لم يحدث للاسف الشديد ، عشت محبوسا في البيت وفي الانفاق ، لان عندما بلغت السابعة عشر أو الثامنة عشر ، أصبحت متخلفا عن الجيش آنذاك ، ولم أستطع زيارة بغداد ولا زيارة الموصل ، ولا زيارة بقية مدن العراق تصوروا شاب لم يزور المدينة التابعة لها ، ولا القضاء أيضا ، وعندما أتيحت لي الفرصة ، تهيأت على وجه السرعة ، وبدأت الرحيل ، ورغم خطورة الطريق ، لكن شاهدت مدنا وأسواقا عامرة ، وشاهدت مناظر خلابة ، ووصلت الى ايطاليا ، وتمتعت بمناظر أوربا ، ومكثت في أيطاليا ، وأستقريت هنا ، وزرت عدة بلدان أوربية ، لاعوض سنين الحرمان ، أنا أحب كل مدن العالم ، واحب كل الايزيديين ، وأحترم كل شعوب العالم ...



كنت شابا يافعا ممتلئا بالحيوية والنشاط ، وكان لي اصدقاء كثيريين ... وكنت مرحا ، أحب الحفلات الايزيدية ، لأني أحب الرقص والدبكات الايزيدية والكردية والكوفند الخاص باللايزيديين ...ولكن يوم بعد يوم ... وشهر بعد شهر ... وسنة بعد سنة ... لاحظت وشعرت بالوحدة ... لأن أغلب أصدقائي هاجروا الى أوربا ، وأنا أحب القرى والمجمعات والبلدات الايزيدية جدا ...ولكن شعرت بالملل والوحدة ...وظن بي الظنون ، أن أبقى بدون أصدقاء ، والقطار قد يفوتني ، ففاتحت عائلتي برغبتي وقراري ، وساعدوني لكي أهاجر ...وهذه تدوينتي لكم من الغربة ... كم تمنيت أكتب تدويناتي من داخل وطني ...






بدأت الهجرة من العراق بصورة جماعية بعد حرب الخليج الاولى ، كل أطياف الشعب العراقي هاجروا ، والهجرة مستمرة ، والاسباب متعددة ، وهناك أسباب مشتركة ، الامان ، الحرية ، الابتعاد عن الخطر اليومي ، وللهجرة فوائد في نظري ، لكل الناس ، فمثلا لو نضرب هنا مثلا من خارج العراق لكن عن فوائد الهجرة ...وأهمية الهجرة ، وما يمكن أن تفعل الظروف باللانسان ، هنا أو هناك ... العالم المصري أحمد زويل كان طالبا في الجامعة الامريكية ... وحصل على جائزة ( نوبل ) قي الكيمياء منذ عدة سنوات ... فلو عاش هذا العالم في مصر لما تمكن من الوصول الى ما وصل اليه من أنجازات علمية ... 70% الى 80% من الطلاب الذين يدرسون في اوربا وأمريكا لايعودون الى بلدانهم ... لذلك أنا أيضا هنا في أوربا ... حتى أضمن مستقبلا جيدا لأطفالي ...هنا المدارس جيدة ...والتعليم أحسن ... ولكن لمن يريد-ويدرس-ويكافح -...



لم أرغب يوما أن أترك بلدي ... لكن الحاجة بالشعور بانسانيتي كمواطن من الدرجة الاولى ...لي حقوقي ، من غير تمييز أو تفريق بين هذا أو ذاك ... جعلني أبحث عن وطن بديل ، أجد فيه حريتي وأنسانيتي ...بعيدا عن الدين والقومية والعشائرية والمذهبية ...بعيدا عن الحلال والحرام ...ولذلك تركت  بلدي ...وأذا تحسنت الظروف في بلدي ... وأصبح بلدا ديمقراطيا ، القانون يحكم فيه ، الحرية تسوده ... عندها سأقوم ( بتقديم طلب لجؤ أنساني الى بلدي )...



هاجرت أنا الى بلجيكا ...والكثير من الشباب الايزيدي ...هاجروا مثلي ...مع العلم كانت لدينا جميعا معلومات ( الهجرة مكلفة ، وفيها خطورة ) . ووصل قسم من الشباب الايزيدي الى قناعة بأن حياتهم بائسة ، وأن المستقبل لايبشر بالخير في البلد ، وأن الهجرة نحو أوربا أملهم الوحيد نحو الرفاهية والرقي والترف ...وهذا بفضل تصرفات بعض المهاجرين الذين يقضون أجازاتهم وزياراتهم في داخل الوطن ...وما يبرزون من مظاهر الترف والغنى ويحسس أصدقائه وأهل المنطقة بأنهم يعيشون حياة دنيا ...وهو يعيش في عالم شبيه بالجنة ...



اليوم أكتب تدوينتي من بلاد الغربة ... الى أبي ...لأقول له : أيها الاب العزيز ... تعبت كثيرا ...وسهرت ليال وليال ...ربيت أحسن تربية ...كفيت ووفيت ...كملت رسالتك على أحسن وجه ...ودعني أقول لك من هذه البلاد ، لاتحزن...ولاتبكي ...ولاتهتم بامري ...هذه حال الدنيا ،فيها الليل والنهار ،والنور والظلام،وفيها الشتاء والصيف والربيع والخريف ،الرب اعطانا كل شئ . ويرينا كل شئ من خلال ذلك ...
أبي : زمني غير زمنك ، حياتي غير حياتك ،بلدي غير بلدك ، قانوني يختلف عن قانونك ، في زماني الصدق ليس الصدق الذي تعرفه ، والخير والشر تغيرا الان أيضا ، والحق والباطل ألتبسا في أمرهما ، أعيش عصري تائها ، وانا أسمع كل يوم أخبار العجب ، ولكن لايهم يا أبي ! فأنا لست وحدي أشعر بالضياع ، الجميع يتصارعون ، ولكن أقول لك ... لا ... أعطيك وعدا في يوم ما سأجد المفتاح ...



تدوينتي قد تكون قاسية ، لكننا من خلال مدوناتنا نكتب شعورنا بشئ معين ، أو مجموعة أشياء ونعبر عن أحاسيسنا ، ومدوناتنا هذه عن الهجرة والغربة
لذلك أكتب تدوينتي هذه لكم :
أنا لاأملك وطن ...جربت...واحد...اثنان...ثلاثة ...الغربة مرة ،ولكن مدرسة أستفاد منها الكثير ...الغربة هي معركة ،عليك أن تنتصر ، أي أن تكون أو لاتكون؟! لاخيار ثالث !!
كم أقدسك أيتها الغربة ؟؟؟ كم أحبك أيتها الغربة ؟؟؟ليس لأني أكره وطني ، وموطني ، أو قريتي ، أو مدينتي ، أو بلدتي ، أو مكاني ،
لكن أحبك حبا جما ! لانك علمتني الحياة ، علمتني النظام ، علمتني أحترام القانون ، علمتني وأعطيتني الحرية ، علمتني الديمقراطية وما معناه ، ...
بصراحة أنك مربية من الطراز الاول ...وبجدارة وأستحقاق ، ...
فالانسان هو أنسان...في كل مكان وزمان ...ولكن قلبه يتغير ...أحاسيسه...شعوره...تصرفاته...تفكيره ...

0 التعليقات:

ترجم الموقع

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese

سالم كافان

مواقع صديقة

برامج تهمكم

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

أرشيف

صورة مختارة